فتح العرب لمصر
إن كتابة تاريخ الفتح العربي لصرم يُعالج – من قِبَل المؤلف – على أنه حادثٌ منقطعُ العَلاقة بسائرِ حوادثِ التاريخ، بل على أنه حادثٌ...
إن كتابة تاريخ الفتح العربي لصرم يُعالج – من قِبَل المؤلف – على أنه حادثٌ منقطعُ العَلاقة بسائرِ حوادثِ التاريخ، بل على أنه حادثٌ لا يظهر خطرُه ولا تتضح حقيقته إلا إذا قُرِنَ بالأحداثكتاريخية الكبرى التي ساكت دولتي الروم والفرس القديمتين إلى الاصطدام بالدّولة العربية الناشئة. في الروح المنهج الذي حدت بالمؤلف إلى نصرة الحق في جانب أمة القبط، حدت به كذلك إلى نصرة الحق في جانب أمة العرب، فلم يحاول أن يخفي من فضائلها شيئا ما. أو يكر من صفو سيرتها في مدّة فتح مصر، بل كان عادلًا في وصف الأشخاص والمجموع إن هذا الكتابَ له قيمةٌ خاصةٌ لسببٍ آخر فوقَ ما سبق لنا بيانه، وذلك لأن تواريخ العرب وفتوحهم لم يتناولها إلى كاتب الآنٌ حصر همَّه في ميدان محدود وفيه بحث بحثت مستفيضًا. ، كما فعل مؤلف هذا الكتاب. فنجد كثيرًا من الكتبِ تصفِي سيرةَ العرب إجمالًا، وتتعرضُ إلى فتح مصر في قولٍ موجزٍ لا يزيد على الراحة من الصَّفات، وأكثر منها المؤرّخين إنما يرجعون إلى ما كتبه العربُ في دواوين أخبارهم. غير فتح هذا الكتاب الذي بين أيدينا لا يتناوله إلا العرب لمصر، وهو في أكثر من خمسمائةٍ، وقد رجع مؤلفه إلى أسانيد صفحة القبطِ والأرمن والسوريان واللاتين وغيرهم، كما يرجع إلى مؤلفات العربِ، فنظرت إليه من غير جزءٍ واحد، وبذلك أصبح أقرب إلى التَّمحيص ، وأحرى أن يكون قد المبتكرة القصدَ