العمراني: فلسفة الحياة فى الحضارة الأسلامية
في هذا الكتاب نكتشف دائمًا أن العمران حضر إلى نظام الفاعلية في الكون بشتى مظاهره الروحية والمادية، وهو ما أفضى إلى ابتكار فكرية التحمت...
في هذا الكتاب نكتشف دائمًا أن العمران حضر إلى نظام الفاعلية في الكون بشتى مظاهره الروحية والمادية، وهو ما أفضى إلى ابتكار فكرية التحمت بالواقع عبر فضاء العمران، ففلسفة العمران أتاحتحت حتى يطبق معاييرها دون أن تخرج ذلك، ويرافقها الإيمان المطلق بالله الواحد الأحد ، ولأنه الواحد؛ فقد وضع بعض فلاسفة علم الإسلام بداية الأعداد 2 لا ولاية العدد 1 بالله سبحانه وتعالى، ويحكمون بذلك لا يأمرون بكل شيء في الكون إليه، فالمبدع المتقن الله، سبحانه وتعالى، يتقن الإنسان إليه عبر الإيمان به، وبالتالي كان الإتقان وحرية العمل يسعى للوصول إلى فعال هذا الكون الذي يلبس عمارة الأرض وظيفة الإنسان الأول ثم كامل عبادته. إن العناية بفكرة إتاحة سبل عمارة الأرض هي التي تؤدي إلى نشوء علم العمران وفلسفته حتى شاهد بعضه في بطون الكتب وفي التراث المادي والشفهي للمسلمين، وقد يقترب المسلمون من هؤلاء المرشحين تارة وابتعدوا عنها تارة أخرى، فلما بعدت الهوة فيما بينها التطبيق انهارت حضارة العمران سهل سبقهم ومجدهم وأضاعوا الدنيا بعد أن كانوا سادتها.