العلوم الجديدة
ورغم أن فيكو (1668-1744) عاش طيلة حياته أكاديمياً مغموراً في نابولي، فإن كتابه "العلم الجديد" يشكل محاولة طموحة إلى حد مذهل لفك رموز التاريخ...
ورغم أن فيكو (1668-1744) عاش طيلة حياته أكاديمياً مغموراً في نابولي، فإن كتابه "العلم الجديد" يشكل محاولة طموحة إلى حد مذهل لفك رموز التاريخ والأساطير وقوانين العالم القديم. ويزعم الكتاب أن مفتاح الفهم الحقيقي يكمن في قبول حقيقة مفادها أن العادات والحياة العاطفية لليونانيين والرومان والمصريين واليهود والبابليين كانت مختلفة تمام الاختلاف عن عاداتنا وحياتنا العاطفية. وفي دراسة هذه الموضوعات الضخمة، يقدم فيكو عدداً لا يحصى من الرؤى الجديدة في موضوعات تتراوح من الفيزياء إلى السياسة (الشعرية)، والمال إلى الوحوش، والهياكل الأسرية إلى الطوفان. ولقد كان كتاب "العلم الجديد" مؤثراً للغاية منذ فجر الرومانسية، بل إنه ألهم الإطار الذي استند إليه جويس في كتابه "يوليسيس". وتوضح هذه الترجمة الجديدة القوية لماذا كان هذا العمل بمثابة نقطة تحول في الفكر الإنساني بنفس أهمية الثورة المعاصرة التي أحدثها نيوتن في الفيزياء.