إن الثورات تحتل مكانة مميزة في مخيلة الناس. وربما يرجع هذا إلى أن خطابها، مثل "الحرية والإخاء والمساواة"، يعبر عن تطلعات نتعاطف معها؛ أو لأننا...

إن الثورات تحتل مكانة مميزة في مخيلة الناس. وربما يرجع هذا إلى أن خطابها، مثل "الحرية والإخاء والمساواة"، يعبر عن تطلعات نتعاطف معها؛ أو لأننا نشعر بالصدمة إزاء القوى المدمرة التي تنطلق عندما تنهار الأعراف الاجتماعية. ومع ذلك فإن كل ثورة فريدة من نوعها ــ فهي نتاج لوقتها، ومجتمعها، وشعبها ــ وتختلف النتائج بشكل كبير، من الإصلاح الليبرالي إلى الدكتاتورية القاسية.

يتناول أربعة وعشرون مؤرخًا بارزًا، كل منهم يكتب عن بلده الأصلي، الثورات من الثورة المجيدة في إنجلترا عام 1688 إلى الربيع العربي عام 2011، ويتأملون ليس فقط في أسبابها وأزماتها ونتائجها، ولكن أيضًا في إرثها الطويل الأمد ومعانيها المتغيرة والمتنازع عليها أحيانًا اليوم. ويتأملون في أسئلة رئيسية، مثل: ما هي أسباب الثورة؟ ما هي الأحداث الرئيسية والأيديولوجيات السائدة، ومن هم الأبطال الرئيسيون؟ كيف يُنظر إليها اليوم وما هو إرثها الأيديولوجي؟

إن إرث هذه الثورات، سواء كان مصدر إلهام أو تحذير، ليس مهمًا فقط لأولئك المهتمين بالاحتجاج والتغيير السياسي وقوة الشعب، بل إنه يؤثر أيضًا على كل واحد منا تقريبًا اليوم.