هوية
في بعض الأحيان ـ ربما للحظة واحدة فقط ـ نفشل في التعرف على رفيق؛ وللحظة تتوقف هويته عن الوجود، وبالتالي نصل إلى الشك في...
في بعض الأحيان ـ ربما للحظة واحدة فقط ـ نفشل في التعرف على رفيق؛ وللحظة تتوقف هويته عن الوجود، وبالتالي نصل إلى الشك في هويتنا. ويتجلى هذا التأثير في أشد صوره حدة في العلاقة بين زوجين حيث تكتسب وجودنا معنى من خلال إدراكنا للحبيب، وإدراكه لنا. وبمهارته المذهلة في البناء على اللحظة المهمة والانطلاق منها، نجح كونديرا في وضع مثل هذا الموقف وموجة الذعر الناتجة عنه في قلب الرواية. ففي قصة مكثفة وموجزة في الوقت نفسه، تبدأ لحظة من الارتباك في تحريك سلسلة معقدة من الأحداث التي تجبر القارئ على عبور الخط الفاصل بين الخيال والواقع مراراً وتكراراً. إن رواية الهوية، التي تتسم بالعمق والحسرة والقلق، ولكنها في المقام الأول قصة حب، تقدم دليلاً إضافياً على موهبة كونديرا المذهلة كروائي.