إن حرية التعبير، التي تُعَد "الحرية الأولى"، تشكل الأساس الذي تقوم عليه الديمقراطية. ولكنها مبدأ صعب، وعرضة للتآكل في أوقات الاضطرابات. واليوم، في الديمقراطيات...

إن حرية التعبير، التي تُعَد "الحرية الأولى"، تشكل الأساس الذي تقوم عليه الديمقراطية. ولكنها مبدأ صعب، وعرضة للتآكل في أوقات الاضطرابات. واليوم، في الديمقراطيات والدول الاستبدادية في مختلف أنحاء العالم، تتراجع هذه الحرية. وفي كتاب "حرية التعبير"، يتتبع جاكوب ماكهانجاما التاريخ القانوني والسياسي والثقافي المثير للاهتمام لهذه الفكرة. ومن خلال قصص آسرة عن العديد من المدافعين عن حرية التعبير ــ من الخطيب الأثيني القديم ديموستينس والمفكر الحر في القرن التاسع الرازي، إلى ماري وولستونكرافت، والمهاتما غاندي، ونيلسون مانديلا، والناشطين الرقميين المعاصرين ــ يوضح ماكهانجاما كيف يشكل التبادل الحر للأفكار الأساس لكل الإنجازات الفكرية وكيف مكن من تقدم الحرية والمساواة في مختلف أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن الرغبة في تقييد حرية التعبير تشكل أيضا أمرا ثابتا، وهو يستكشف كيف يمكن حتى لأنصار حرية التعبير أن ينساقوا إلى هذا المسار عندما تتحدى أصوات جديدة ومعارضة السلطة والامتيازات من جميع الأنواع. إن كتاب "حرية التعبير"، الذي تم البحث فيه بدقة شديدة، وهو إنساني للغاية ومثير للاستفزاز، يتحدانا جميعًا للاعتراف بمدى الاستفادة التي حصلنا عليها من هذا المبدأ - ومدى الخسارة التي قد نخسرها بدونه.