رأيت رام الله" كتاب فاز نجيب محفوظ للإبداع الأدبي (1997) هل هي رام الله سرّ المبدعين المحققين!! أم أنها الثلاثة ثلثاء من الغربة أشعلت...

رأيت رام الله" كتاب فاز نجيب محفوظ للإبداع الأدبي (1997) هل هي رام الله سرّ المبدعين المحققين!! أم أنها الثلاثة ثلثاء من الغربة أشعلت في قلب الحنين والاشتياق إلى ساكني رام الله!! أم أنه الوطن المحرم المنتظر على مشارف جسر العبور. .. جسر العودة خائف الذي يسكن في ذاكرة البرغوثي الخشبية، وبضيق مساحته وقصر طوله بتجاوزه قادرة من يوم المثول أمامه، وعلمه يمثل أمامه، يلمس تفاصيل منها بلا سبب مهملاً منها تفاصيل أخرى بلا سبب، مثرثراً لأول عمراً كاملاً، في يوم طلب ومن حوله يحسبون أنه في صمت عبر الجسر المحرم بعد ثلاثين، فجأة نحنى ليلم شتاته. ، كما يلما جهتي معطفه إلى بعضها في يوم من الأفرقاء والتلفف. أو كما يلملم أوراق الذرة التي ينثرها حقل الحقل وهو عائد من البعيد. وعلى مخدعه في تلك الليلة، ليلة العودة-لملم النهارات والليالي ذات الضحك، ذات الغضب، ذات الدموع، ذات العبث، ولكن الشواهد الرخامية التي لا تكفيه عمر واحد لزيارتها جميعاً، من أجل تقديم الصمت والاحترام، وفي غمرة كل ذلك الروح شاحبة، والنفس عذبة ، وسؤال يقفز، ما الذي يسلب الروح ألوانها والنفس أنغامها؟!! وما الذي، غير قصف الغزاة الجسر؟. لملم مريد البرغوثي كل ذلك ليحكي فيه كتابه هذه رحلة عذاب فلسطين من خلال قصصي شاعري رائع، جسد صدقه، المعذب والجميل.