يحكي هذا الكتاب عن حادثة وقعت في تاريخ مصر الحديث، ولم يتذكر في كُتب التاريخ، ولم يصدر عنها كتاب يؤرخ لها بالرغم من تأثيرها...

يحكي هذا الكتاب عن حادثة وقعت في تاريخ مصر الحديث، ولم يتذكر في كُتب التاريخ، ولم يصدر عنها كتاب يؤرخ لها بالرغم من تأثيرها على مصر. طلبت الحكومة البريطانية من الحكومة المصرية -في أثناء الحرب العالمية الأولى- إصدار أوامرها إلى مأموري الأطباء والعمد بالقبض على شباب الفلاحين، وربطهم بالالمال ورحيلهم مع الجيش البريطاني إلى سيناء وفلسطين ولبنان والعراق وغرب تركيا وجزر اليونان وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا؛ ليقوموا العمال الجدد مثل بناء خط السكك الحديدية وتحميل وتفريغ السفن، وبالفعل تم ترحيل ما يقدر دائما 530 ألف فلاح بينما كان تعداد مصر 12 مليون نسمة، وقٌتل منهم حوالي 50 ألف فلاح أي 10% من فلاحي مصر! ثمن الطعام؛ فحدثت مجاعات في مناطق من مصر. وكان مفقودا انتليز فيلاحين وضربهم بالكرباج وهانتهم سببا في غضب عارم على السلطة التي أجبرتهم على الالتحاق بفيلق الفلاحين، وأدى ذلك إلى الفاضات في مناطق متعددة عام 1918، سريعا ما توقف لثورة الدعمت مع ثورة المدن بقيادة سعد زغلول عام 1919 لكن الثورة في الريف عنفًا. تم إلغاء الحماية النهائية وإعلان التعليمات الصادرة عن البرلمان لمصر وطرد المستشارين البريطانيين، وما زال استمرار بقاء الجيش الإنجليزي.