بار في شارع عدلي مذكرات مصرية
"إنها سنة 1971. وما زالت مصر تعاني من الموت المفاجئ لطاغيتها "الخير" ناصر، وما زالت تتأرجح على شفا عصر السادات الذي شهد أسلمة لا...
"إنها سنة 1971. وما زالت مصر تعاني من الموت المفاجئ لطاغيتها "الخير" ناصر، وما زالت تتأرجح على شفا عصر السادات الذي شهد أسلمة لا هوادة فيها. غبريال طالب دراسات عليا في الهندسة ومعيد، يعمل بدوام جزئي في مكتب يعمل كصالون سياسي وثقافي ماركسي، يقع في مكان مناسب بين ملهى ليلي شهير ودار الأوبرا في القاهرة. وهو حالم محبط بالعصور الغابرة عندما كان الشعر والحريات مقدسين، ويرى التغيرات المزعجة التي تحدث أمام عينيه تغير واقعه إلى الأبد. وبالتوازي مع قصة أمة في حالة تحول واضطراب، هناك قصة حب مضطربة بين غبريال وعايدة، طالبته المتعطشة للحياة البالغة من العمر 19 عامًا. وتتعقد علاقتهما بسبب العديد من العوامل التي تتحكم في هذا التقاطع من التاريخ. تقول عايدة: "من يستطيع أن يتذكرنا بعد خمسين عامًا من الآن، ومن يستطيع أن يخبرنا بما حدث لنا؟" البطلة الحقيقية للسرد هي القاهرة في أوائل السبعينيات بشوارعها المزدحمة. "إن أضواء الليل وممرات الهروب والأزقة والحانات، وخاصة حانة تحت الأرض، حيث يجد المنبوذون في المدينة ملاذهم وخلاصهم على خلفية مرتجفة من الاضطرابات الوطنية فوق الأرض. إن كتاب "حانة في شارع عدلي" هو رواية مباشرة لا تتزعزع لجيل بين جيلين في مصر في سبعينيات القرن العشرين، حيث اعتز آباؤهم بالديمقراطية العلمانية والتسامح الديني، في حين واجهوا الفقر والاستبداد والتعصب والفساد. إنه يضع بعناية طبقات من حياة تفحص الظروف التي أدت إلى تحول الأمة ضد أقلياتها العاجزة. بقايا اليونانيين والإيطاليين، ثم الأقباط وحتى المسلمين الذين لا يشتركون في أجندة الإخوان المسلمين الإسلامية، كلهم يترنحون تحت وطأة المعايير الجديدة والعالم المتغير من حولهم، مما يتركهم بلا خيار سوى الفرار من ديارهم بأعداد كبيرة، مما يخلق الانقسام الذي يشكل السرد الحالي محوره".- الصفحة [4] من الغلاف.