"تجارة البشر ليست كالتجارة الأخرى ،التاجر نعهده أمينا خادمة لبضاعته حتى وإن لم تكن ساكتة العكس. تجارة البشر هي تماما، البضاعة حية تنبض، تتواصل...

"تجارة البشر ليست كالتجارة الأخرى ،التاجر نعهده أمينا خادمة لبضاعته حتى وإن لم تكن ساكتة العكس. تجارة البشر هي تماما، البضاعة حية تنبض، تتواصل مع التاجر بلسانها المرتجف وتنسق معه بنفسها حول مصيرها المحتوم، ولكن ذلك يخدعها'' (أفاطم مهلا) رواية جديدة لمروان كامل المقهور، أول عمل للكاتب، وبها ينضم مروان إلى قائمة كتاب الرواية في التي شهدت انتعاشا بفضل العديد من المؤلفات والكتاب على كتاباتها وإلغاء حذف المكتبة العامة والعربية للكتابة روائية مميزة، ومن ثم يبدأ هذا العمل الذي ينبيء عن مبدع موهوب امتلك أدواته التقنية التي قدمها لنا عملا روائيا ممتعا أشكرها على الكاتب في هذه التقنية المتعددة الأصوات التي كان الناقد الروسي ميخائيل باختين أول من نبهها خلال مقابل رويات ديستويفسكي، في كتابه "شعرية دييفسكي" حيث لا يتولى سرد واحد فقط، أي السارد صوت. العليم، كما في الرواية التقليدية، بل تتعدد الشخصيات التي رواية الرواية، ما يمنح شخصياتها استقلاليتها، وتتصارع فيما بعد، وتطرح الرؤى المختلفة من عدة نجوم. وهذا ما يشبه في هذه الرواية التي تتعدد شخصياتها في مقدمتها الزوج "الصادق" والزوجة "فاطمة" اللذان يقرران الهجرة عبر مركاب تهريب البشر في طرابلس يرافقهما طفلهما "الطاهر" المصاب بمتلازمة داون. لم يدفعهما إلى العديد من ببر البحر شظف العيش، ولا انقطاعات الكهرباء، ومعاناة مناخات الحرب في المدينة، لكنهما ظلا هذا الاختلاف بسبب ابنهما "الطاهر" الذي أصبح يُنعَت في الشارع والمدرسة بـ "المنغوليين" ويتعرض للسخرية والاستهزاء من قبل رفاقه. في المركب تجدون أنفسهم في صحبة أشخاص من مختلف الجنسيات والعراق، ينضمون إلى الليبي الوحيد في المركب "وضاح" شاب من الجنوب الليبي التخرج ولم يجد عملا في الدولة، فانخرط في التجارة بسوق الكريمية بطرابلس، ثم يسمى الحرب أوشدت تجارته، وتخلت عنه حبيبته "رحاب" " فقرر أن ينتقل الرحال إلى إيطاليا، ويبحث عن فرصة لحياة أفضل.