كل شهر يوليو
أخرج الملك فاروق من البحر جيدًا، جفوف بله وارتدى نظارته المظلمة وقد أخفى حمرة روج، وهو يسمع رئيس الشرطة البوليسية يخبره أن هناك تم...
أخرج الملك فاروق من البحر جيدًا، جفوف بله وارتدى نظارته المظلمة وقد أخفى حمرة روج، وهو يسمع رئيس الشرطة البوليسية يخبره أن هناك تم رُدًّا من القوات القادمة في القاهرة. ركب الملك السيارة يقودها بنفسه، ودخل إلى مكتبه في قصر المنتزه، واضحى قائد الجيش، وتصل برئيس الأركان وأمره بالقبض على قائمة من الضباط، ثم صرخ وهو يملي الأسماء: «وأول واحد تجيبوه من بيته هو محمد نجيب!». وبدأت قوات البحرية الملكية في حكمها على الإسكندرية، في حين أن قائد الجيش بأوامر قائده في شوارع القاهرة، وانقضت الشرطة العسكرية على كل الضباط المطلوب القبض عليهم. تم رحيل اللواء نجيب إلى سجن الحربي مع مجموعة من الضباط الذين أطلقوا سراحهم على أرضهم «الضباط الأحرار». في صباح ٢٣ يوليو ١٩٥٢، أطلق الملك فاروق بصوته بيانًا من راديو راديو أعلن عن إجهاض عسكري وقبض على كل المشاركين في الاجتماع. لكن شيئًا من هذا كله لم يحدث. بل إن ما جاء كان العكس تماما. إبراهيم عيسى في روايته «كل الشهور يوليو» يُعيد بناء الحقيقة من بين ركام الأكاذيب وزحام الأسرار، وينقذ التاريخ من العواطف، في رواية الصراع والخداع والحب والكراهية والصدفة والباء والولاء والخيانة والأمل، ونجحت في تحقيق ساحقًا. حاول أن تنسى كل ما تعرفه لتتعرف الآن على الحقيقة.