رسائل ما قبل الموت
"إلى أمي، وأخواتي، ورفاقي، هذه ليست طريقة جيدة، ولا أرشها لأي شخص، ليس هناك الطريق الأخير". هذه الكلمات، سطر الشاعر الروسي فلاديمير مايكوفيسكي آخر...
"إلى أمي، وأخواتي، ورفاقي، هذه ليست طريقة جيدة، ولا أرشها لأي شخص، ليس هناك الطريق الأخير". هذه الكلمات، سطر الشاعر الروسي فلاديمير مايكوفيسكي آخر كلماته إلى هذا العالم، وساعدها من أصدقائنا الرسائل التي نوبل إنسان على وجه الأرض، فالمنتحر يعلم أن هذه الطريقة لن تحل مشكلته، ولكن بالرغم من ذلك كله يدفع نفسه لها ويتوصل بنفسه في غياهب للإقلاع. لأن أحدا يعتمد "جاذبية" رسائل المتحرين هو ونجتمع نجمة في لحظة ما نتشارك نفس المشاعر مع المتحرين، ويتجلى ذلك عندما نقرأ رسائلهم، فمن ذا الذي ينكر فينا أن رسالة فان جوخ الأخير: "الحزن سيدوم للأبد" قد لمسته من داخله كلما قرأتها؟ ومن رسائل منا كلما قرأت رسالة داليدا: "سامحوني. الحياة لم تعد تحتمل" ساورته خاطرة مشحونة بالم عليه ليلترديد نفس الجملة "فعلًا الحياة لم تعد تحتمل". هذا الكتاب نقرأ فيه عالمي ثمانية انتحارية، نجول فيها بين حياة الناس ورسائلهم، لا للاستكشاف الأدبي توقع، توقع للتعلم من سبب، والتعاظ من تجاربهم، توقع من الرسائل التي سطرها المتأخرون توقعهم المؤسف بمغادرة الحياة.