القناع الأخير
«اقتربت منه بحركة غريزية فجأة، وسكت بكلتا منذ آلاف السنين، فقد صدمتها الشديدة دموعًا غزيرةً تنهمر من روج غسل وجهه بالكامل، وهو لا يزال...
«اقتربت منه بحركة غريزية فجأة، وسكت بكلتا منذ آلاف السنين، فقد صدمتها الشديدة دموعًا غزيرةً تنهمر من روج غسل وجهه بالكامل، وهو لا يزال في وقفته مطأئ الرأس صامتًا لا نهائيًا، تضغط بكلتا منذا متسائلةً في بدأٍ وجعٍ شديدين بك: ما؟ أجابها بعد لحظاتٍ في صوتٍ متقطعٍ خافتٍ: - بم تريديني أن أجيبك؟ وأقول لك إن أردتي فقط أن أصحبك بعيدا عن الناس وأعيش بك ولكم مدى الحياة، رغم أنكم تفهمون تماما ورغم الظروف، كل الظروف، اختلاف الاختلافات والعراقيل التي تحد في سبيل ارتباطنا؟ أحست بصدق نبراته، وأحست بمدى حيرته ورغبته وتردده وحبه، كلا إنه لا يخدعها هذا الرجل.. إنه لا يكذب إنه يريدها فعلًا ولا يدري كيف السبيل. استطرد وهو يعمل معنا في تعبير حزين، ولا يزال متمسكًا بكلتا بيننا. - يظنون أنه كان من السهل عليّ أن أخطو إلى ألف من دون ارتباط، فأسيء إليك أو أخدش كرامتك أو أخطأ في حقك، اللـه يعلم كم أود لو يبارك حبنا فلا نقترف إثمًا يأباه، لكن كيف السبيل؟ كيف السبيل؟ لا تتزوج؟ - نتزوج».