تاريخ الدولة العلية العثمانية
هذا الكتاب يُعد من بواكير الكتابات التاريخية الجديدة، فقد كُتب في نهاية القرن التاسع عشر ليؤرِّخ للدولة العثمانية ويُقدِّمها لقارئ اللغة العربية، وهو بشكلٍ عام...
هذا الكتاب يُعد من بواكير الكتابات التاريخية الجديدة، فقد كُتب في نهاية القرن التاسع عشر ليؤرِّخ للدولة العثمانية ويُقدِّمها لقارئ اللغة العربية، وهو بشكلٍ عام يميل إلى السرد التاريخي بعيدًا عن النقد والتحليل، إلا فيما ندر. ورغم أن هدف مؤلِّفه محمد فريد بك كان الاستقواء بالدولة العثمانية في مواجهة الاحتلال الإنجليزي لمصر، لكنه يبقى كتابًا تاريخيًّا ممتازًا؛ إذ إن المؤلف دقَّق في معلوماته، وضمَّنه نصوص المعاهدات والاتفاقيات التي ترجمها من اللغة التركية. وقد رصد محمد فريد طبيعة تحول السُّلطة وممارستها في الدولة العثمانية، بدايةً من تحديد سُلطة الصدر الأعظم وضرب العُملة من الذهب والفضة، وتحويل الجيوش إلى نظامية منضبطة، بعد أن كانت تُستدعى وقت الحرب من القبائل. كما أشار المؤلف إلى بداية تلقيب سلاطين آل عثمان بخلفاء المسلمين، حيث بدأها السلطان عبد العزيز في القرن التاسع عشر، كمحاولةٍ للتغلب على ضعف الدولة العثمانية واهتزاز صورتها، بهدف تكتيل الرأي العام واستغلال انتشار المسلمين حول العالم. ويرصد الكتاب كذلك قيام الدولة العثمانية بمنح الدول الأورُبية امتيازات لم تكُن سوى هِبات سُلطانية ومِنح لها عوائد ماليَّة ضخمة على حساب الدولة وشعبها دون مقابل يُذكر سوى الصداقة والمحبة!