مخاوف نهاية العمر
يقدم عادل عصمت في "مخاوف نهاية العمر"، عالماً شديد الخصوصية، عالم المدن الصغيرة الفريد، والبشر في هذه الأماكن المتأرجحة بين الريف والمدينة. ينصت عادل عصمت...
يقدم عادل عصمت في "مخاوف نهاية العمر"، عالماً شديد الخصوصية، عالم المدن الصغيرة الفريد، والبشر في هذه الأماكن المتأرجحة بين الريف والمدينة. ينصت عادل عصمت بحب وفهم لأرواحهم المنهكة في عبورهم تلك الشوارع والغيطان والبيوت، إلى طموحاتهم الصغيرة وأحلامهم البسيطة، وكذلك نزواتهم وخيباتهم وأطماعهم. فى "مخاوف نهاية العمر" –كعادته- يملك الكاتب حسا عاليا بشخوصه، حسا رحيما، جعل من لغته تهويدات شفافة لبنى الإنسان وهم يخوضون معاركهم الصغيرة أو الكبيرة مع الحياة، إذ يمتلك نبرة قص فريدة، شكلها من كلمات رؤوفة ،حانية، سلسة وعميقة فى آن واحد، تكشف عن الهشاشة فى ادعاء القوة، وعن الأسى فى لحظات الفرح، وعن الإنساني المشترك بيننا جميعا، دون انفعال زائد أو استعراض لغوي متحذلق، وبسلاسة مقصودة يصاحب عادل عصمت شخصياته ويرسم ملامح عالمه الخاص. نصاحب القاص المغترب والفتى الباحث عن وطن والرجل العائد من حرب الخليج والفتاة التى غاصت فى النيل والسيدة التى تخشى نعيق الغراب وغيرهم من الأشخاص، ونكتشف شيئا فشيئا أن قصص عادل عصمت شأنها شأن رواياته قادرة على إدهاشنا بما هو بسيط وإنساني في الأساس.